إدارة المواهب

ما المقصود بإدارة المواهب   ؟

إدارة المواهب هي النظام أو الاستراتيجية التي تستخدمها المؤسسة لتوظيف الموظفين وتعيينهم وتطويرهم والاحتفاظ بهم بفعالية. تزداد احتمالية تقدّم الموظفين الذين يتم تحفيزهم على القيام بأعمالهم على أفضل وجه وتتم موائمة أهدافهم مع الأعمال في مناصبهم وأن يصبحوا قادة في المستقبل.

تقوم المؤسسات بتطوير استراتيجيات إدارة المواهب لعدة أسباب. ويتمثل أحدهما في ضمان استقطاب أفضل المرشحين ذوي المواقف والمهارات والخبرات المناسبة لمواءمة ثقافة المؤسسة ورؤيتها. كما تضمن استراتيجيات إدارة المواهب أيضًا تدريب الموظفين وتطويرهم بشكل صحيح، وذلك لمساعدتهم على تحقيق أهدافهم المهنية الشخصية ومساعدة المؤسسات على تطوير قادة المستقبل وتحقيق أهداف الأداء والاحتفاظ بأفضل الموظفين.

إدارة المواهب مسؤولية مشتركة

تبدأ إدارة المواهب من القمة، مع القيادة من المديرين التنفيذيين والمديرين التنفيذيين الآخرين الذين يضعون معايير بشأن كيفية توظيف الموظفين وتطويرهم والاحتفاظ بهم. ثم تكون أقسام الموارد البشرية مسؤولة عن عمليات وإجراءات إدارة المواهب، مثل تنسيق ممارسات التوظيف والإشراف على تدريب الموظفين الجدد، وتقييمات الأداء المستمرة، والملاحظات الخاصة. لا توجد مجموعة واحدة من أفضل الممارسات لأن كل مؤسسة تحتاج إلى إعداد الثقافة المناسبة لها.

لا يساعد قادة المؤسسة في تطوير استراتيجيات إدارة المواهب فحسب، بل أيضًا على إبلاغ المديرين والموظفين بأهمية إدارة المواهب، ما يضمن تنفيذ الاستراتيجيات وتحديثها حسب الضرورة لمواكبة النمو والتغيرات الثقافية.

في كل قسم أو مجموعة أعمال، يقود المديرون العديد من مسؤوليات إدارة المواهب المحددة، مثل تقييم أداء الموظف وتحديد استراتيجيات التعاقب لضمان ملء كل منصب بأفضل مرشح داخلي أو خارجي ممكن.

سبب أهمية إدارة المواهب لنجاح الأعمال

عندما يتم ذلك بشكل جيد، تستفيد إدارة المواهب من كلٍّ من الموظفين والمؤسسة. بالنسبة إلى الموظفين، تساعدهم إدارة المواهب على:

• تعلُّم مهارات جديدة من خلال فرص التدريب والتطوير المستمرة، والتي بدورها تساعدهم على التقدّم نحو أهدافهم المهنية.
• العثور على فرص داخلية جديدة تستفيد من مهاراتهم واهتماماتهم وخبراتهم.
• الحصول على ترقيات أو تحويلات إلى مناصب جديدة توفِّر تحديات مستمرة ورضى وظيفي.

تدرك الشركات بشكل متزايد أن رأس المال البشري هو أكثر أصولها قيمة، لذا يُعدّ التوظيف والتدريب والاحتفاظ بأفضل الموظفين هدفًا حاسمًا. في الوقت الحالي، يمكن للمؤسسات استخدام مجموعة متنوعة من الأدوات التحليلية للحصول على نظرة عامة على مجموعة المواهب وفهم مفصل لما يحتاجه الموظفون الفرديون للنجاح

يمكن للمؤسسات فعل ما يلي:

• تحديد الاحتياجات مبكرًا، مثل الأدوار التي يجب شغلها أو المهارات غير الموجودة في أقسام محددة.
• جذب أفضل المواهب، الأشخاص ذوي المهارات المناسبة الذين يتوافقون أيضًا مع رؤية المؤسسة وثقافتها.
• شَغل الأدوار المهمة بسرعة بجهود التوظيف المستهدفة وممارسات التوظيف الفعالة.
• تنمية أفضل الموظفين والاحتفاظ بهم باستخدام ملفات تعريف المواهب، وأهداف الأداء، وخطط التطوير، وفرص التعلّم، وعمليات التحقق المنتظمة للأداء، والتدريب المخصص، والأدوات الأخرى.
• تقليل معدلات تغيّر الموظفين لتوفير الوقت والمال.
• تحسين أداء الأعمال ورضا العملاء من خلال بناء مؤسسة تتكوّن من موظفين ذوي خبرة وانتماء.

أنظمة إدارة المواهب :

هي تطبيقات برامج، غالبًا ما تستضيفها السحابة، تساعد المؤسسات على تنفيذ استراتيجيات إدارة المواهب الخاصة بها. تعمل برامج إدارة المواهب المتكاملة بشكل أساسي على استضافة البيانات المتعلقة بالموظفين المحتملين والحاليين وجمعها وتحليلها لضمان قيام المؤسسة بالبحث عن الموظفين وتوظيفهم وتطويرهم بأفضل الطرق الممكنة وأكثرها كفاءة.

من خلال دمج التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والبيانات الكبيرة، يمكن أن تساعد أنظمة إدارة المواهب المؤسسات على ما يلي:

• توقّع احتياجات الموارد المستقبلية.
• تطوير ملفات المواهب التفصيلية للموظفين الحاليين والمحتملين.
• توريد المرشحين وفحصهم بسرعة من مجموعات المواهب الكبيرة.
• وأخيرًا مراقبة أداء العامل وفريق العمل ككل والتنبؤ به
• تقييم إمكانات الموظف والمخاطر وتأثير الخسارة والأداء للتخطيط لتعاقب الموظفين بشكل مستنير.
• تقديم توصيات استباقية ومخصصة للتعلم للموظفين بناءً على أهدافهم المهنية وتتبع تقدّّمهم.

مزايا أنظمة إدارة المواهب المستندة إلى التخزين السحابي

تساعد أحدث أنظمة إدارة المواهب المستندة إلى التخزين السحابي  المؤسسات اليوم بشكل خاص لأنها تدعم الوصول في أي وقت ومن أي مكان، وغالبًا من أي جهاز. وهذا يعني أنه يمكن للموظفين تحديث ملفات المواهب في المنزل، ويمكن للمديرين عرض المقاييس الرئيسية وتتبعها أثناء التنقل. تعتبر التطبيقات المستندة إلى السحابة ديناميكية للغاية، ويمكن تقديم الابتكارات للموظفين الحاليين والمحتملين بسرعة وسهولة.

مستقبل إدارة المواهب هو الوقت الحالي

أصبحت أفضل أنظمة واستراتيجيات إدارة المواهب أكثر قوة وتنبؤًا ومرونة. فهي تسهل على المؤسسات بجميع أحجامها اكتساب المزيد من المعلومات بشأن موظفيها وعمليات التوظيف والتدريب والعمليات الأخرى التي يمكن أن تجعل كلًا من الموظفين والمؤسسات أكثر نجاحًا.

تتطور حلول برامج إدارة المواهب على النحو التالي:

• إمكانية الوصول. باستخدام أنظمة إدارة المواهب عبر الإنترنت، يمكن للموظفين والمديرين عرض ملفات المواهب والعمل عليها، وتحديث الأهداف، وتحرير خطط التعلم، وتتبع التقدم، وغير ذلك، بغض النظر عن مكان وجودهم. كما أن المساعدة الصوتية ستوفر الوقت وستسهل على المستخدمين التفاعل دون الكتابة بكثرة.
• متسق. وسواء كان المستخدمون يصلون إلى البرامج من خلال هاتفهم أو كمبيوتر سطح المكتب، فإن واجهة المستخدم تظهر كما هي، ما يجعل من السهل والأسرع تشغيل عمليات البحث وإدخال البيانات وغير ذلك الكثير.
• ذكية. يعمل الذكاء الاصطناعي (AI) وغيره من التقنيات المتقدمة على جعل روبوتات المحادثة والمساعدين الرقميين "أذكى" بسرعة كي يتمكنوا من تقديم ردود أكثر استنارة، وتقديم اقتراحات، وتسريع التفاعلات.
• استباقي. أصبحت حلول إدارة المواهب أكثر استباقية بشكل متزايد، ليس فقط من خلال توفير المعلومات عند السؤال ولكن تقديم إشعارات الدفع، بما في ذلك التذكيرات والاقتراحات. على سبيل المثال، قد يتم تذكير الموظف بتدريب قادم، أو قد يتلقى المدير إخطارًا بشأن ملف تعريف المواهب المحدّث للموظف.
• مستنير. يمكن أن توفر أنظمة إدارة المواهب بيانات في الوقت الفعلي وخيارات إعداد تقارير مرنة، كي يتمكّن المديرون والمديرون التنفيذيون دائمًا من الوصول إلى أحدث المعلومات لمساعدتهم على اتخاذ قرارات مدروسة.

منقول من موقع أوراكل